دعاة الغثاء – أحمد الصالح

0
مقال طويل جداً ..
…………………….
حقيقة .. ومن واقع العودة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم عن الأمة في آخر الزمان (ولكنكم غثاء كغثاء السيل).
أردت أن أسمى ظاهرة باسم (دعاة الغثاء) هؤلاء الذين لا يحملون فائدةً لمجتمعهم مع أنه ينشطون ولهم متابعون وحضور وجمهور، إلا أنهم انشغلوا عن قضايا الأمة بقضايا تُشغل الأمة.
✓ ذاك ..
صرع الدنيا بالرد على الأشاعرة والرد على النووي وابن حجر العسقلاني، وكأنه ليس لدينا مشكلة اليوم سوى الأشاعرة أو الصوفية!!
مع العلم أنّ والدي صوفي وأمي صوفية وأخوالي وأعمامي صوفية، ولكن لا أعرف واحداً منهم ينكر أنّ الله في السماء .. مثلاً.
ولا أحد منهم يجادل في صفات الله
أو أسمائه
ولا يعرفون ما حوت كتب الأشاعرة عن هذه الأمور .. ومثلهم ملايين الناس، فلمَ نفتنهم بقضايا هي حبيسة دور العلم.
يا رجل ..
أليس الأولى أن تتكلم عن الرافضة، وقد فتك الرفض والتشيع في مدن سورية فتكاً عظيماً ..
تناقشني في النووي والناس تسب أبا بكر وعمر جهاراً في دمشق وحلب ودير الزور؟!
يا رجل ..
ملايين المتابعين عندك .. حذرهم من التشيع وسلط الضوء على خطورة ما يحصل لأخوانهم
حذرهم من بشار الأسد ..
كثير من متابعيك قد لا يعرف حقيقة الصراع بين الشعب السوري والعصابة الحاكمة .. فقهه في هذا الجانب، ودع عنك الأشاعرة فقد امتلأت كتب أهل العلم من السلفية بالرد عليهم.
✓ تلك ..
ليس لها شغل إلا ظلم الفقه الإسلامي للمرأة
وحرية المرأة
وحق المرأة في كذا وكذا وكذا
منذ سنوات أتابع بعض حسابات النسويات المسلمات (بين قوسين) لم أجد منشوراً عن حق المعتقلة في سجون الأسد بالحرية..
عن حق النساء في المخيمات بالحياة الكريمة
ماذا تستفيد الفتاة ذات ال14 عاماً من فتوى تزويج البنت لنفسها، وهي في المخيم أبوها يبحث لها عن زوج كي ينزل حملها عن كتفيه!!
ماذا تستفيد الأرملة من فتوى حق المرأة في العصمة وهي فقدت عزيز بيتها وأصبحت هي القوامة والعاملة والمسؤولة عن أكوام من اللحم؟!
ماذا ينفع المعتقلات في سجون الأسد فتاوى حق المرأة في العمل؟! وهي لا تستطيع أن تمارس حقها الطبيعي في تنفس هواء نقي أو رؤية شعاع الشمس؟!
✓ وذاك ..
مشغول بالدفاع عن اللغة العربية ..
قل موافق ولا تقل (أوكي)
ألا تعلم يا صديقي أن رئيس البلدية في المنطقة الشرقية يسمى اليوم (كومين) والرفيق (هاڤال) ..
ألم تسمع هن الجينولوجيا؟ التي تدرسها قسد لطلاب المدارس هناك.
ألا تعلم أن الناس تتعلم الروسية والإيرانية اليوم فهي أكثر استخداماً من العربية في مناطق النظام؟
هل تدرك أنه قبل أيام عرض أحدهم منزله للبيع في حلب بشرط أن يكون المشتري إيراني لأن البناء كله إيرانيون؟!
هل سمعت بالرياضية التي مثلت سورية في إحدى المباريات واسمها روسي بحت؟!
هل تدرك أن أحياء حمص وحلب وحماة ودمشق واللاذقية العربية بتّ تنكر عروبتها من هول الوجود الأعجمي فيها؟!
ماذا نستفيد من لا تقل (أوكي) بل قل (موافق) ولا تقل (تلحس رجلي) بل قل (تلعق قدمي)؟!
✓ أما ذاك الأسطل الذي يسمي نفسه باحثاً ودكتوراً، ونظيره في الطرف الآخر الإعلامي الفلتة في زمانه ..
فقصتهم قصة
منشغلين بالكلام عن علي ومعاوية والفتنة بينهما، ومن كان على حق ومن على باطل؟
وما يهمكما أنتما؟
وما يضيركما في المسألة ..؟
فتنة نامت منذ مئات السنين فماذا تجني من نبشها؟
أليس الأفضل أن تكلموا جمهوركم عن فتن اليوم؟!
الخوارج قتلوا من المسلمين الآلاف في عصرنا هذا ويستحلون دماء الملايين بتكفيرهم .. أليست هذه الدماء المعصومة أولى بالدفاع عنها؟
أليس توضيح منهج الخوارج أولى من توضيح منهج علي ومعاوية ..؟
أليست هداية صبيان الخوارج للحق وتصحيح مفاهيمهم أولى من مناقشة صحة الروايات التاريخية؟!
ثم دعكما من الخوارج ..
تكلما عن فتن العشائر والاقتتالات بين كل حين وآخر
على الأقل معاوية وعلي اختلفا في مسألة يحار فيها العاقل ذا اللب ولا يجد لها جواباً .. بينما أعرف حادثة كادت أن تتحول إلى مجزرة بشرية بين عشيرتين من أجل (شحاطة)!!
هؤلاء هم دعاة الغثاء ..
يتركون مجتمعاتهم ويركضون حول أمور لا تهم المجتمع ولا تفيده ولا تناسب خطورة ما يمر به ..
ليكون كلامهم ودعوتهم كغثاء السيل
والله المستعان
كتبها: أحمد الصالح
الثلاثاء 21 محرم 1445 للهجرة الموافق 8 آب 2023 للميلاد.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!