لماذا يشجع الغرب المثلية الجنسية ؟ ( فيديو )

0

لماذا يشجع الغرب المثلية الجنسية ؟ ( فيديو )

تقارير

يجيب الدكتور كمال اللبواني عن هذا السؤال بقوله أن المجتمعات الغربية تشجع المثلية الجنسية ليس لأن تلك المجتمعات نفسها ترغب بذلك ، بل ان سياسات المجتمع نفسه هي من تريد ذلك وتشجع عليه ، والسياسة تعني هنا التعبير المختزل ل ” المصالح الاقتصادية ” .
تعد الاقطاعية مجتمعا بطريركيا ابويا يشجع على البناء التقليدي للمجتمع ( المجتمع الاسري ) او النسب ، حيث يتمتع هذا المجتمع باخلاق وقيم كالحب والنبالة والشرف وحب الخير والمساعدة للغير ، لكن نمط حياة المجتمع الرأسمالي يريد أفراد المجتمع عمالا فقط ، يعملون لمدة ١٢ ساعة ، يتركون خلالها بيوتهم وعائلاتهم ليعملوا فقط برواتب مغرية . فالعداء قديم جدا ما بين المجتمع الراسمالي والمجتمع البطريركي من حيث البناء والقيم .
فالراسمالية تقوم على تحطيم البناء التقليدي للمجتمعات التقليدية او البطريركية ( الاسرية ) ، وتحول هذا المجتمع الى ثكنة عمالية ، بحيث يسكن الناس او العائلات فيها كما يسكن الجنود او الطلاب ، ولهذا السبب سيرغب الشخص بالبقاء بمفرده والابتعد عن الزواج .
يتعامل المجمتع الرأسمالي مع الفرد بغض النظر عن جميع ارتباطاته ، فيرغب بالفرد مجردا من اي علاقة قد تربطه باسرته أو اقربائه فتعيق عمله ، كما ان الدولة في المجتمع الرأسمالي تخشى دائما من أي انتماءات او ولاءات قد تضلل او تشتت انتماء الفرد للدولة دون غيرها . فسلطة الدولة في المجتمع الرأسمالي غيورة بطبعها ، ترغب بالافراد مجردين من أية أسلحة ( علاقات ) يمكن ان تغير ولاءاتهم وتوجهاتهم ، وتسعى لخلق عناصر سهلة الانقياد والانصياع ، فهي تمارس ضدهم نوعا من ( القمع الاحتياطي ) وخصوصا اولئك الأفراد من المهاجرين الجدد او اللاجئين ، بحيث يكون من السهل عليه اقناعهم بأية فكرة دون اي اعتراض ، فالفرد عندما يفقد علاقاته مع اسرته وأقربائه وعشيرته لن يكون له اي سبيل للاعتراض على اي شيء قد تطلبه منه الدولة ، لأنه سيكون آنذاك وحيدا ولن يشعر بأي تعهد أو التزام تجاه الغير ، وان اي نوع من الانتماءات او الولاءات او الايديولوجيات قد يشكل مستقبلا كتلا مجتمعية رافضة لسياسات الدولة ، لذا كان تفكيك الأسرة هو من اهم الامور التي يركز عليها المجتمع الرأسمالي ، لكن المجتمعات الرأسمالية ربما تحافظ على بعض الأحزاب التي تبدو في الظاهر معارضة لها ، لكنها في الحقيقة احزاب من صنعها نفسها ، ولن تكون حاضنة بديلة للأفراد ابدا .

ومن مظاهر الدولة الرأسمالية أيضا حرصها على تبني الأولاد ليصبحوا اولادها هي ، وليس أفراد الاسر التي ولدوا فيها ، فهم يأخذون الأولاد من اسرهم كما كان يفعل الجيش الانكشاري ، فالطفل يتربى في احضان الدولة ويصبح عبدا لها ، فلا انتماء ولا ولاء الا لسلطة الدولة .
اما المثلية الجنسية فهي من اهم القضايا التي تشجع عليها الدول الرأسمالية ، حتى أنها جعلت منها حقا مقدسا ، وتوعدت كل من يخالف أفكارها وشعاراتها بأشد العقوبات ، وجعلت معارضتها نوعا من العنصرية أو اشد .
وتقوم المجتمعات في الدول الرأسمالية أيضا على تضخيم حقوق المثليين بشكل كبير وتبرز في الاعلام دائما ” معاناتهم ” وتعرضهم للتنمر باستمرار، وهذا الأمر يصب في مصلحة تلك المجتمعات التي تهدف بهذه الطريقة ايضا الى تحطيم الأسرة وتفكيكها . فالمثلية تعني اكتفاء الرجل بالرجل والمرأء بالمرأة ، وبالتالي ليس هناك أب أو أم أو أولاد ، وبالتالي ليس هناك اي التزام او علاقات . 
وفي حالة زواج بعض الأفراد ، يقوم المجتمع الرأسمالي بالسعي الى التفريق بين الزوجين بابعادهما عن بعضهما في اماكن العمل ، وبرواتب مغرية ، حتى يضطر الزوجان في النهاية الى ترك بعضهم او الطلاق ، وعندها ستشعر مؤسسات الدولة بالسعادة والرضا بهذا الانجاز المنتظر ، وستشجع الطرفين على هذا الانفصال قدر الامكان ، فالاسرة ستنتج اطفالا وربما ستضطر الام لترك عملها للعناية بالأولاد ، وان عمل المرأة في الدول الراسمالية سيعود ايضا بالنفع للمجتمع من ناحية الضرائب ، فعمل الزوجين يعني جمع مزيد من الضرائب والاموال .
وختاما ، فان الدولة الرأسمالية الاجتماعية في دول الرفاه يمكن تسميتها ب ” دولة العبودية ” . فالعبودية تكون بتامين فرص العمل لجميع الأفراد والتحكم بالاقتصاد . فالدولة هي من تقرر كل شيء يخص الفرد ، حتى حساباته البنكية وبطاقاته الائتمانية ، وحتى طرق ومواعيد علاجه في حال تعرضه للأمراض . وعند تحول الفرد الى مجرد انبوب يربط ما بين المطبخ والمرحاض ، يمكن القول عند ذلك فقط بأن هدف الدولة قد تحقق بشكل فعلي.
فالمواطن في النهاية سيكون مطواعا سهل الانقياد ، ليس له صديق او رفيق سوى كلبه الذي يصطحبه برفقته عندما يمارس المشي وحيدا ، وان أية ردة فعل او اعتراض للمواطن ضد سياسات الدولة ستساوي ( صفر ) آنذاك .
كما يمكن وصف ممارسات هذا المجتمع ب” استبداد المجتمعات الرأسمالية ” وذلك من خلال خدماتها التي يجمعها مزيج بين الراسمالية والاشتراكية ، وهذا المزيج يتطلب نوعا من الشمولية المقنعة ، والتي تعني السيطرة الاقتصادية الكاملة على راس المال وعلى المستهلك ، والسيطرة على الفرد بشكل عام ، وهذا يتطلب من المجتمع تفكيك الاسرة وتشجيع الاباحية والمثلية الجنسية بالمطلق، لتسهل بالتالي السيطرة على المجتمع باسره ، فالنظام الجديد الحالي يتطلب أن يكون الفرد عبدا خالصا لارادة الدولة ..

الفيديو :

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!