نظرة الأم الأخيرة .. مجزرة سربرنيتسا

0

نظرة الأم الأخيرة .. مجزرة سربرنيتسا

أدب

أوهَموهما بالأمان والسلام ..  بعد أن ساقوهما الى ” منطقة آمنة” ، وكذلك ٨ آلاف لحقوا بهما ، من الشيوخ والنساء برفقة أطفالهم سيرا على أقدامهم الحافية ..
لم يحملا السلاح .. ولم يعرفا سوى الفأس ومجرفة الحقل . .
لا يزال مقبضهما حارا من لمسة يديهما المرتجفتين ..
حفرا قبرَهما بكل عناية .. كما لو كانا سيحييان شجيرتين ترافقان سنوات الطفل  .. ودَفنا خوفهما قبل أن يقوموا بدفنهما بأيديهم القاسية والباردة ..
وعدته أن ترافقه حتى آخر شهقة .. حتى ولو بآخر نظرة الى عينيه .
كانت حزينة فقط لأن ذلك الزمن القصير لم يعطها فرصة أطول حتى تشبع من عينيه اللامعتين الحزينتين ..

ربما كانت ترجوهم آنذاك أن يبقوا على عينيها مفتوحتين قبالة عيني طفلها أثناء دفنهما .. فلعلّها تخفف عنه بعضا من ذلك الألم المخيم فوقهما ..

تابعونا على التلغرام

https://t.me/nevsehirolay

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!