لقاء مع موقع Serbestiyet الإخباري – طه الغازي

0
يوم أمس ، كان لنا لقاء مع موقع Serbestiyet الإخباري .
يعتبر الموقع من المصادر الإعلامية شبه ( المستقلة / الحيادية ) في ميدان تغطية الأنباء و الوقائع السياسية و المجتمعية و الفكرية و غيرها من مسارات الخبر .
اللقاء جاء بعد تنامي خطاب الكراهية و التمييز العنصري ضد اللاجئين السوريين و في ظل سياسة رئاسة الهجرة المقترنة بإعادة معظم اللاجئين السوريين ( قسرياً ) إلى مناطق الشمال السوري ، كذلك جاء اللقاء عقب مساعي بعض الساسة الأتراك ( الحكومة + المعارضة ) في إعادة العلاقات السياسية مع نظام الأسد .
اللقاء تضمن رسائل للمجتمع التركي و لتيارات و أحزاب سياسية في الحكومة و المعارضة ، من أهم الأفكار التي أوردناها في اللقاء :
• منذ سنوات كان / ما زال ملف اللاجئين السوريين أداةً سياسيةً لدى التيارات و الأحزاب السياسية التركية ، فأحزاب في المعارضة التركية استغلت ملف اللاجئين السوريين في ميدان السياسة الداخلية ضد الحكومة ، بدورها قامت الحكومة باستغلال الملف في ميدان السياسة الخارجية ضد دول الإتحاد الأوربي .
• الوعود التي أطلقتها بعض أحزاب المعارضة قبل الإنتخابات ( إعادة السوريين ) باتت تنفذها الحكومة في الفترة الراهنة ( بعد الإنتخابات ) .
• سياسة الحكومة في فرض ( الإعادة القسرية ) على اللاجئين السوريين هي خطوة استباقية في ميدان الدعاية الانتخابية لكسب صوت المواطن التركي في الإنتخابات المحلية القادمة ( إنتخابات البلدية و المخاتير ، آذار 2024 ) .
• لا يمكن توصيف تواجد اللاجئين السوريين في تركيا في إطار الهجرة ” غير الشرعية ” و التي أعلن وزير الداخلية عن جدولة زمنية لمناهضتها ، كذلك ، لا بد من التيقن / التأكيد على التباين و التمايز بين الوجود السوري في تركيا و بين تواجد باقي الجنسيات ( أفريقيا ، باكستان ، أفغانستان ) ، فالأفارقة و الأفغان و الباكستانيون يعتبرون تركيا بلد ( عبور ) إلى مقصدهم النهائي ( أوربا ) ، في الوقت الذي لجأ فيه السوريون ( قبل أعوام ) إلى تركيا هرباً من الموت و من إجرام نظام الأسد و روسيا و إيران و ميليشياتها .
• لا يمكن لرئاسة الهجرة أن تعيد بشكل قسري أي لاجئ سوري ( حتى و إن لم يكن يمتلك بطاقة الحماية المؤقتة ) ، كذلك لا يمكن ( منطقياً ) أن تتجاوز القرارات التنفيذية لرئاسة الهجرة قرارات القضاء ( تم توثيق وقائع جمّة عن قيام رئاسة الهجرة بتوقيف لاجئين سوريين بالرغم من اصدار المحكمة لقرار براءتهم ) .
• وفق تقارير لهيئات حقوقية حكومية و لمنظمات حقوقية تركية و دولية ، فإنّ معظم اللاجئين السوريين في مراكز الترحيل أو مراكز الإيواء المؤقت يتعرضون للتعنيف النفسي ( الشتم ، التحقير ، الإهانة ) و الجسدي ( الضرب بالهراوات ) و ذلك بغيّة إلزامهم و إجبارهم مكرهين على التوقيع على أوراق العودة الطوعية .
• قبل جولته في منطقة الخليج العربي ( شهر تموز الماضي ) ، صرّح الرئيس Recep Erdoğan بأنّ ” مناطق الشمال السوري ما زالت ميداناً لعمليات مكافحة الإرهاب ” ، إن كانت هذه المناطق ميداناً لمحاربة التنظيمات و المجموعات الإرهابية فكيف إذاً تعتبرها الحكومة التركية منطقة ( آمنة ) و تعتمد بناءً على هذا التوصيف سياسة الإعادة ( الطوعية / القسرية ) .
• قبل أيام ، أعلن الرئيس Erdoğan عن مشاريع لبناء وحدات سكنية في مناطق الشمال السوري لإيواء العائدين طوعاً من تركيا ، و تحدث عن تأسيس البنى التحتية و المرافق العامة و المراكز التعليمية في تلك المناطق .
السوريون ليسوا بحاجة لتلك المشاريع و الوحدات السكنية ، السوريون منذ أعوام أعلنوا عن حاجتهم الأساسية و المتمثلة بإسقاط نظام الأسد ، إن سقط نظام الأسد ، فالسوريون سيعودون لبلادهم ، و سيكونون قادرين على بناء مدارسهم و مستشفياتهم و مدنهم بأنفسهم و بأيديهم .
• في حديثه لقناة Skay News تحدث المجرم ( الأسد ) عن موقفه من تركيا ، قائلاً ” تركيا هي دولة تدعم الإرهاب و الجماعات الجهادية ” ، بعد هذا الكلام ، و بعد أن وصف ( الأسد ) تركيا بالدولة الداعمة للإرهاب هل ما زال من الساسة الأتراك من يسعى لإعادة العلاقات معه ؟
• قبل أسابيع ، زار بعض الساسة الأتراك مناطق نظام الأسد ، مدّعين بأنّ الظروف باتت إيجابية لعودة اللاجئين السوريين لتلك المناطق و بأنّ المواطن السوري ينال كل ما يحتاجه من أساسيات حياته اليومية .
في رده على مسألة عودة اللاجئين السوريين لبلادهم صرّح الأسد قبل أيام مردفاً ” أين سيعودون ، هنا لا يوجد ماء ، لا توجد كهرباء ، لا توجد بنى تحتية ، لا توجد مقومات للحياة ” .
ما جاء به الأسد كان تفنيداً لكل الإدّعاءات التي قدمها الساسة الأتراك الذين دعوا لعودة اللاجئين السوريين لبلادهم .
أنا حزين من أجل هؤلاء الساسة الأتراك الذين تغنوا خلال السنوات الماضية بحبهم للأسد و قاموا بزيارة مناطقه و سعوا لتعويمه فما كان من الأسد إلا و أن قام بتكذيب هؤلاء الساسة دون أن يعطي أية قيمة لكل ما بذوله من جهد و عناء .
• مع تصريحات وزير المالية Şimşek عن توقعاته بتزايد في منحى نسب التضخم ، أخشى أن تكون مظاهر الغلاء المعيشي و ضعف القوة الشرائية لدى المواطن التركي بيئة محرضة / دافعة لتزايد الإعتداءات على اللاجئين السوريين في الأشهر القادمة .
• من غير المنطقي تبرير واقع اللاجئين السوريين ( بعد الإنتخابات ) بتصريحات / ضغوط المعارضة التركية .
المعارضة التركية ( الكلاسيكية ) اختفت تماماً عن ميدان ملف اللاجئين السوريين ( كمال كلجدار أوغللو منشغل في الصراع على زعامة حزبه ، و ميرال أكشنار صمتت بشكل تام بعد خسارتها للانتخابات ) .
هذا التبرير ليس إلا محاولة لتبرئة الحكومة من الانتهاكات التي بات يتعرض لها اللاجئون السوريون ، و يتم تسويقه عبر مواقع و وسائل إعلام سورية .
مؤسسات المعارضة السورية و المنظمات و الهيئات و اللجان المرفقة بها ، جلّها تمتلك وحدات ( مراكز ) إعلامية ، تتضمن هذه المراكز الإعلامية عدداً من الكوادر و المعدات التقنية التصويرية .
لكن و بالرغم من كل هذه الجوانب ( المتوفرة ) لدى هذه المراكز إلا أنها لم تجرؤ ( بعد عقدٍ من الزمن ) على الظهور الإعلامي في القنوات أو الإذاعات التركية أو حتى على مخاطبة المجتمع التركي على أقل تقدير ، و بقي خطابها الخشبي كما هو دون أن يطرأ عليه أي تغيير أو تبديل في مسار و منهجية الغاية أو الرسالة الإعلامية .
خلال الأعوام الفائتة شاركنا في العديد من اللقاءات و البرامج الإذاعية و المرئية في مختلف المواقع و القنوات التركية ، لكن تبقى المشاركات الفردية ( مهما تعددت و كثرت ) ذات تأثير نسبي على رؤية و فكر المجتمع التركي تجاه قضايانا كلاجئين سوريين ، لذلك كان / ما زال لزاماً على المراكز الإعلامية في مؤسسات المعارضة السورية و الهيئات و المنظمات و اللجان المرفقة بها أن تأخذ موضعها في ميدان مخاطبة المجتمع التركي و الساسة الأتراك وفق سياسة إعلامية تتوازى مع رؤية كل تيار أو فئة مجتمعية أو سياسية تركية .
▪︎ تنويه : بعد قيام موقع Serbestiyet بنشر المقابلة ، بدأت التعليقات و الرسائل ( غير الأخلاقية ) تردنا ، الأمر الذي يعيدنا إلى ما ذكرناه آنفاً بأنّ المشاركات الفردية في الإعلام التركي لها جوانب ( سلبية ) ، الأمر الذي يلزمنا بمطالبة المراكز الإعلامية في مؤسسات المعارضة و المنظمات و الهيئات السورية بالسعي للدخول في هذا الميدان .
في التعليقات : رابط الجزء الأول من اللقاء كاملاً من موقع Serbestiyet ( سيتم نشر الجزء الثاني لاحقاً ) .
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!