كفتارو وبوطي وحسون .. أول المفتين وآخر ..
( الدكتور كمال اللبواني )

0

كفتارو وبوطي وحسون .. أول المفتين وآخر ..
( الدكتور كمال اللبواني )

آراء

كشف الدكتور كمال اللبواني عن جانب من الفساد الذي كان منتشرا في المؤسسة الدينية في سوريا في زمن حافظ الأسد ، وكيفية نجاح النظام في استمالة عدد كبير من الشيوخ للعمل في مراكز دينية حساسة كالافتاء لكن لصالحه فقط .

المفتي أحمد كفتارو :

بدأ الدكتور اللبواني بحكاية الشيخ أحمد كفتارو الذي كان يمتلك مزرعة في الغوطة ، يعتني بها رجل من مدينة دوما من آل البويضاني يدعى ب ( مصطفى البويضاني ) ، حيث أراد كفتارو طرد هذا العامل من المزرعة في أحد الأيام ليرفض البويضاني طلبه زاعما بأن له تعويض وحق في هذه الأرض بعد أن عمل فيها لمدة تزيد عن ٣٠ عاما ، الا أن كفتارو استنجد بقوات سرايا الدفاع التابعة لرفعت الأسد لطرد البويضاني من المزرعة ، فأحضر الجنود المدجحين بالسلاح الى مزرعته لاخراجه بالقوة ليقوم البويضاني بدوره  بسلب أحد الجنود بندقيته واطلاق النار على ولدين من أولاد كفتارو فيقتلهما على الفور .
تم سجن ” البويضاني ” في أحد سجون عدرا ، حيث استلم وهو في فترة السجن الامور الزراعية ومضخات المياه التابعة للسجن ، لكن مع اقتراب نهاية مدة محكوميته في السجن، اضطر المفتي كفتارو الى تدبير تهمة ضده لضمان بقائه في السجن ألا وهي  “ممارسة اللواطة مع أحد السجناء ” ، وذلك بدفع رشاوى لمدير السجن،  وكذلك للعناصر الذين قاموا بتعذيب البويضاني لاجباره على الاعتراف بهذه التهمة ، مما أدى الى مقتله اثر نزيف داخلي في زنزانته المنفردة ، حيث قام الدكتور اللبواني الذي كان طبيب السجن آنذاك بفحصه شخصيا لمعرفة أسباب الوفاة ، كما طلب تحقيقا جنائيا في الحادث ، حيث تم القاء القبض على مدير السجن وعناصره بتهمة القتل المتعمد لقاء تلقي رشاوي من المفتي كفتارو .
ومنذ ذلك الوقت استطاع النظام السوري أن يستعمل كفتارو من خلال منصبه الديني وكونه مفتيا للجمهورية لخدمته بشكل كامل من خلال التوقيع على آلاف قرارات الاعدام ، كما سمح له بانشاء جماعة القبيسيات المعروفة ، ومدارس تحفيظ القرآن ومراكز دينية ، وكل هذه الجماعات او المراكز الدينية كانت تحوي شبكات لتوزيع المخدرات ، كما أن لها اعمال أخرى تتعلق بالتجسس على المواطنين والدعاية الكاذبة لصالح النظام .

الدكتور البوطي :
اما البوطي ، فقد كان شيخا واستاذ جامعة واماما في أحد المساجد ، وكان لديه ولدان متدينان تم القبض عليهما بتهمة الانتماء لجماعة الاخوان المسلمين أثناء فترة الثمانينات ، مما دفع البوطي للذهاب فورا الى حافظ الأسد ليرجوه الافراج عن ولديه ، لكن الأسد اشترط عليه عقد صفقة معه لقاء الافراج عن ولديه ، فوافق البوطي على الشروط ، ومنذ ذلك الوقت أصبع البوطي ايضا خادما لنظام الأسد بعد أن ” أمسكه النظام من رقبته ” .

أحمد حسون :
أما قصة المفتي أحمد الحسون ، فقد بدأت عندما كان ناشطا فاعلا في صفوف شبيبة الثورة المعروفة ، ثم أدخل في كلية الشريعة بعد أن تم تحضيره مسبقا بشكل جيد عن طريق الحزب حتى وصل الى منصب الافتاء .
وفي فترة ما من الثورة ، شعر النظام باحتمال قيام احمد حسون بتغيير شيء من مواقفه ، فقام باغتيال ولده بالقرب من مدينة المعرة ، ليكون له درسا لن ينساه في المستقبل فيما اذا فكر فقط في أي محاولة لتغيير موقفه . 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!