التعدد – الباحث أحمد دعدوش

0

شاهدت أجزاء من برنامج وثائقي أجنبي عن “#التعدد”، يتحدث عن الأشكال الليبرالية الجديدة للتعدد، فبعدما كان مقتصرا على رجل واحد وعدة نساء، صار مفتوحا على كل الاحتمالات الأخرى: نساء ورجل، نساء ورجال، امرأة ومتحول ورجل، رجل ومتحولة وامرأة… إلخ، فالصور والأعداد لا يمكن حصرها.

البرنامج كالعادة يقدم هؤلاء على أنهم يعيشون في الجنة، فهم في غاية السعادة والانسجام والمرح، وبما أنهم حريصون على الصراحة ويعيشون حالة من الانفتاح التام فلا يعرفون الخيانة.

المهم أنهم يفعلون ما يشاؤون بدون عقود زواج والتزامات، يعملون وينجبون ويتبنون الأطفال، وهم يطالبون بتقنين هذه المظاهر، ومن المؤكد أن هذا سيحدث قريبا، فمنع التعدد قانونيا يُقصد به منع تعدد الزوجات فقط من باب المساواة بين الجنسين، ولكن عندما يصبح التعدد متاحا بالتساوي بين الأجناس الأخرى (لأنه لم يعد هناك ذكر وأنثى فقط) فقد زال الإشكال.

على سبيل المثال: لو قال رجل مسلم في أي دولة غربية إن لديه أكثر من زوجة فسيعاقَب على الفور، ولو كان في فرنسا فسيقبع في السجن خمس سنوات ويدفع غرامة باهظة جدا ثم يُرحل إلى بلده الأصلي، ولكن لو قال إن إحداهن فقط هي زوجته بالقانون والأخرى أو الأخريات صديقات وخليلات فلا مشكلة.

ولو نظرنا للأمر بتجرّد مرة أخرى، سنجد أن الليبرالية لا تمانع من تعدد علاقة رجل واحد بأكثر من امرأة بالتراضي، وأن المانع الوحيد هو اقتصار القانون فقط على حصر هذا التعدد بالرجل ومنعه عن المرأة. وهذا إحراج غير متوقع لأيديولوجيا #النسوية_المتأسلمة، فهي ترى أن التعدد مشكلة بذاته، وأنه يجب تقييده وتقليصه وتقبيحه، ولا يمكن لهذه الأيديولوجيا أن تطالب بالمساواة في التعدد بين الجنسين طبعا لأنها ما زالت في دائرة الإسلام. وعندما يتيح القانون الغربي التعدد المفتوح لكل الأجناس قريبا ستصبح النسوية المتأسلمة منبوذة من الليبراليين والإسلاميين على السواء.

============
كاتالوج توضيح الواضحات:
1- سبق توضيح معنى “التأسلم” في منشور خاص، وأنه لا يعني “الخروج من الإسلام”.
2- سبق توضيح معنى النسوية وأنه لا يطلق على كل من تطالب بإنصاف المرأة.
3- سبق توضيح أن الرجل ليس معصوما، وأن المرأة ليست دائما على خطأ.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!