مستقبل السوريين في تركيا كما تراه أطراف من المعارضة التركية

0

مستقبل السوريين في تركيا كما تراه أطراف من المعارضة التركية

تقارير

ينبه عدد من السياسيين والمعارضين الأتراك من الأخطار التي ستترتب عن استمرار تدفق اللاجئين الى تركيا ، سواء اكانوا سوريين أو أفغان أو باكستانيين او حتى غيرهم في ظل أسباب متعددة أحدها الحروب .. وهناك سبب آخر قد يتعلق بالتغير المناخي والاحتباس الاحراري الذي يدفع بكثير من الأقوام للهجرة الى تركيا من أجل ايجاد فرص عمل افضل لربما أضحت شبه مستحيلة في بلدانهم الأصلية .
ولأن السوريين هم الشريحة الأكبر من اللاجئين المتواجدين في تركيا، فسيضطرون الى تحمل العبىء الأكبر من بعض الاتهمامات التي يسوقها السياسيون المعارضون لملف الهجرة غير الشرعية .

التغيير الديموغرافي بسبب التغيرات الجيوسياسية  :

يحذر بعض السياسيين في حواراتهم المتلفزة أو على وسائل التواصل او حتى في مقالاتهم مما يسموه ب ( الاحتلال الصامت ) من قبل اللاجئين ، وذلك باستمرار تدفق اللاجئين وخصوصا السوريين عن طريق الحدود ، كما يقدم البعض منهم  احصائيات متعلقة بنسبة الولادات لدى السوريين ، والتي بلغت 5.3%  مقارنة بنسبة الولادات لدى المواطنين الأتراك والتي لم تتجاوز 1.9 %  .
ويشير البعض الآخر الى تركز التجمعات التي يفضلها السوريون في الولايات الحدودية المحاذية سوريا ، وتحديدا في الولايات التالية :
غازي عنتاب – أورفة – هطاي – كيليس والولايات القريبة منها ، حيث يؤكد رئيس حزب النصر المعارض اوميت اوزداغ أن الولايات الموجودة على الخط الحدودي الواصل بين ولايتي هكاري وموغلا تؤي حوالي ٣ مليون لاجىء سوري ، وبحسب الدراسات المناخية التي اجريت في عام ٢٠١٦ فان هذه المنطقة ستتعرض لانخفاض في نسبة الأمطار بمعدل ٤٠% حتى نهاية عام ٢٠٤٠ ، والى ارتفاع سنوي في درجات الحرارة بمعدل وسطي يقدر ب ٧ درجات ، اي ان مناخها سيكون قريبا من مناخ عاصمة مصر القاهرة .
ومع انخفاض نسبة الامطار في هذه المنطقة ، ستقل بالتالي مصادر المياه ، ومع تزايد أعداد السوريين في المنطقة بحسب ما تبينه معدلات الولادات فان نسبة أعداد الأتراك ستقل مقارنة بنسب اعداد السوريين الذين سيتجاوزون ال ١٠ ملايين في غضون عدة سنوات .. وهنا يحذر اوزداغ الى الصراع الذي يمكن ان ينشأ بين سكان هذه المنطقة على مصادر المياه الشحيحة ، حيث ستنشغل الحكومة بحل هذا الصراع لتقوم منظمة PKK الارهابية  بدورها باستغلال انشغال الحكومة في اخماد هذه الصراعات بمهاجمة تركيا من شمال سوريا والعراق وايران بجيش مجهز باكثر من  ١٠٠ الف مقاتل .
وتضيف ايلاي أقصوي في احدى لقاءاتها بأن الشعب التركي لا يمارس العنصرية ضد اللاجئين ، بل يخوض حرب استقلال بالطرق القانونية والشرعية متجنبا اي صدام أو نزاع مع اللاجئين ، حيث أشارت بدورها الى نسبة الولادات المتزايدة للسوريين في بعض الولايات ، اضافة الى شهادة بعض الأطباء بوجود العديد من حالات الولادة لفتيات تبلغ أعمارهن من ١٢ الى ١٤ سنة ، ولتجنب مساءلتهن قانونيا ، فانهن يقمن بابراز هويات اقرابائهن عند الدخول الى المشافي الحكومية في فترة الحمل وعند الولادة .
وتشير اقصوي ايضا الى ان بعض السوريين لهم اعرافهم وتقاليدهم التي توازي القوانين الموجودة في تركيا ، فهناك بعض العائلات ممن يقومون بحل مشاكلهم عند أحد المرجعيات من الشيوخ أو أحد كبار العائلة أو العارفين دون الرجوع الى القوانين او المحاكم التركية ، كما أن عدم التزام نسبة كبيرة من الشباب المتذمر ممن لم تتجاوز اعمارعم ١٨ سنة بالدراسة وعدم تعلمهم للغة التركية ، سيحولهم الى بيئات خصبة ومهيئة لتشكيل العصابات والمافيا ، وقد تستغلهم بعض المنظمات الارهابية وتغريهم بطرق كثيرة للانضمام الى صفوفها .

وتدعو ايلاي اقصوي الحكومة الى عدم الانجرار أو الوقوع في فخ ما يسمى مشروع الشرق الأوسط الكبير أو ” مشروع اسرائيل الكبير ” او ما يسميه أوزداغ ” مشروع كردستان الكبرى ” ، وتؤكد “اقصوي”  ان هدف كل هذه الثورات المسماة بثورات الربيع العربي والتي بدأت من تونس وانتشرت في البلاد العربية هدفها الاخير هو زعزعة امن تركيا واستقرارها، وهي خطط مرسومة بعناية من قبل منظمة CIA الامريكية والمخابرات الاسرائيلية لخلق الفوضى في المنطقة لخدمة اسرائيل .

أما الصحفي التركي ” دنيز بستاني ” فيؤكد على انتهاء الحرب في سوريا وضرورة عودة السوريين الى بلادهم في أسرع وقت ،حيث لا يجد اي مبرر او حجة لبقائهم على الاراضي التركية ، فالسوريون هاجروا الى تركيا لضمان امنهم ولحماية أرواحهم ، وهاهي الحرب قد وضعت أوزارها ولا مبرر لبقائهم .
ويرد ” بستاني ” على من يبررون بقاءهم في تركيا بحجة تردي الأوضاع الاقتصادية في سوريا بقوله أن سوريا كغيرها من الدول الاخرى تعاني من أزمة اقتصادية خصوصا بعد العقوبات التي فرضتها الامم المتحدة عليها بسبب تقرير ” قيصر ” ، وطالما تحقق الأمن وساد الاستقرار في سوريا ، فلا داعي لاختلاق حجج أو مبررات كالأزمة الاقتصادية .

وتكشف ايلاي اقصوي ما نقلته عن الصحفي التركي – السوري ” حسني محلي ” بأن الجامعة العربية كانت قد ارسلت في بداية الثورة السورية لجنة مراقبة مؤلفة من مراقبين عرب يترأسها ضابط سوداني كان قد اكد في تقريره النهائي أن هناك أصابع دولية وجهات خارجية تحاول زعزعة الاستقرار في سوريا بتسليح ٣٠٠٠ مقاتل قاموا بحصار المنطقة التي زارها المراقبون ومنعوا عنها حتى الغذاء .

الحلول والإجراءات “مشروع قلعة الأناضول ”  :

يؤكد المعارض التركي اوميت اوزداغ رغبة الشعب التركي باعادة السوريين الى بلادهم متحديا الحكومة الحالية باجراء استفتاء شامل يستند الى رأي الشعب بمسألة بقاء السوريين في تركيا أو ارسالهم الى بلادهم ، كما يكشف عن مشروع حزبه ( قلعة الأناضول )، والذي يتضمن ثلاثة أهداف رئيسة سيتم تنفيذها على مدى ٣٠ عاما وهي :
– إيقاف تدفق اللاجئين الى تركيا من الدول المجاورة .
– العمل على اعادة اللاجئين الموجودين في تركيا الى بلادهم
– العمل على اعادة اللاجئين الأتراك المتواجدين في الخارج الى بلادهم ..
آلية العمل :
ستتم ملاحقة كل الأجانب غير الشرعيين وغير المقيدين في ادارة الهجرة ممن لا يملكون هوية أو كملك وسيتم ارسالهم الى بلدانهم فورا .
أما بالنسبة للسوريين :
– يؤكد أوزداغ انه سيقوم بالتنسيق مع النظام في دمشق والنظام في روسيا بالتعاون مع الامم المتحدة من أجل ضمان امن وسلامة السوريين الذين ستتم اعادتهم .
– سيتم ابلاغ السوريين المقيمين في تركيا تحت بند الحماية المؤقتة بان الحرب في بلادهم قد انتهت ، وحان وقت عودتهم .
– سيتم ايقاف العلاج المجاني في المشافي الحكومية حيث سيقوم السوريون بدفع ثمن المعاينة والعلاج كما يفعل الاتراك تماما .
– سيتم ايقاف برامج المساعدات كالهلال الأحمر والسوسيال جميعا .
– سيتم ايقاف العمالة غير الشرعية بدون اذن عمل .
– سيكمل الطلاب آخر مرحلة دراسية لهم في المدارس التركية ، حيث سيتابعون تعليمهم في بلدانهم .
– سيتم اعطاء الأمر للبلديات في الولايات جميعا بالبدء بنقل السوريين مجانا الى بلادهم من خلال وسائل النقل المخصصة لهم .
– ستقوم الحكومة التركية بمنح التعويضات المالية اللازمة للسوريين من أصحاب الشركات والمصانع قبل ارسالهم الى سورية .
ستلتزم الحكومة عند قيامها بهذه الاجراءات بأحكام القانون الدولي وحقوق الانسان ، كما ستقوم تركيا بالتنسيق مع روسيا والامم المتحدة لضمان تنفيذ الاتفاقيات لفترة تمتد حتى خمس سنوات ، حيث ستتم اعادة اللاجئين الى مدنهم الأصلية ومناطقهم وقراهم وليس فقط الى المناطق الآمنة شمال تركيا ، وذلك بعد تقديم ضمانات من قبل النظام بعدم التعرض لأرواحهم أو املاكهم .

تابعونا على التلغرام
https://t.me/nevsehirolay







اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

Don`t copy text!