أحن إليك .

أحن إليك

بضع غيمات معلقة في السماء
وأشجار ناجية بأغصانها
وشمس .
تختصر لوحة الطفولة
وأوتار زمن مشدود
حول جذع شجرة حور
تفتقدني في عتب
وتنتظر بصبر
عسى أن أعود
فتداعب الذكرى الأوتار حزنا
فينفض حوله لحنا
يحن اليك
…………………
وقت الظهيرة
تقيل أمي فوق ظل ممزق
تستعيره كل يوم من أوراق شجرة الجوز
فتقيل معها الصفصافة والتينة
تحت عين السماء
فيحلمون كلهم .. لكن دون ليل 
فيوقظهم العصر جميعا
ليصغوا الى قصيدة الأوراق
على أنغام نسمة غربية
حملت قبلات كل أوراق الشجر
ووصاياها قبل الخريف
تبوح كلها بأنها
تحن إليك
……………………….
اليك يحن جدارنا المنسي
تحرسه طحالب الوحدة
حتى تعود
لتعاتب كل من ذهبوا بك
الى مستقبل الخديعة
كيف تنجو وقد توقف كل شيء خلفك
في لوحة واحدة
مرمية في أرشيف الزمن
ترى هل ستتحسسها أصابعك
وتمسح غبارها الحزين
دون أن تغرقك العتمة
وتحتفظ بك تذكارا
فتخلو بك عندما
أو كلما .. حنت أل
………………..    
أفتقدك كلما تغمدني ليلي بظلمته
فأحتار في لون عينيك
فأرسل شهبي فتحرقينها
كي لا أراها .. أبدا
فما لون عينيك ؟
أهي كالنجوم ؟
لا تلمع الا بعد أن تموت ؟
أم كمجرة تجر بعضها
وتلف حول مقبرة
معدة لحرق كل الأسئلة 
أو نظرات متعبة
أو حتى لهفة قلب
يحن إليك
…………………..

سامحيني إن أضعت آثار أقدامك
وبصمات أصابعك
بعد أن ضاعت مع أوراق أشجار الصفصاف المتساقطة
أو غسلها الشتاء – دون قصد – من جذع تينة منتظرة
سامحيني إن حال بيننا تراب أتعبه الشوك
فسلم أمره لأول زائر
يتأمل مرآة شاهدة قبرك
ويختصر حياتك ..بل حياته
بين تاريخين ..في خط قصير
لا يتسع حتى لكلمتين
جاء ليتركهما ويمضي
أحن إليك .

………………………………